الخميس، 12 أبريل 2012


حرب المدن بين التقنية والتطبيق
م/ ماجد علي غالب عبيد
إن طبيعة كافة  الصراعات  التي ظهرت في الآونة الأخيرة قد فرضت طبيعة عملياتية مغايرة عرفت بعمليات حرب المدن والتي    تختلف كثيراً عن غيرها من العمليات العسكرية والقتالية الأخرى من حيث نوعية المهام  ونوعية الأسلحة والتجهيزات ونوعية التنفيذ والقوات الموكل إليها في المناطق الجغرافية المعقدة والمناطق المجاورة لها وعلى وجه الخصوص، تلك التي تتمركز فيها الكثافة السكانية العالية من المدنيين وتتخذها العناصر المتمردة أو المعادية مركزاً لها ، وتشكل هذه المناطق نقطة حرجة تواجه القادة العسكريين  لما فيها من صعوبات معقدة التي قلما توجد في بيئات أخرى .
كما إن الاتجاهات الحديثة المتبناة لمجالات التطوير والتحديث العسكرية والتي تقوم عليها مؤسسات ووكالات تابعة للدول العظمى منصبة على تطوير وتحديث تقنيات وأنظمة حرب المدن على وجه الخصوص فظهور تلك التقنيات سابقة الذكر لم تأتِ من فراغ لكنها كانت نتيجة لمجموعة من الدراسات النوعية لطبيعة البيئات المدنية ونوعية المهام والعمليات القتالية التي تدور فيها .
المفهوم العملياتي لحرب المدن
مثلت تلك التجمعات السكانية تاريخيا نقطة حرجة في مسيرة الحروب التي تدور فيها لما تحتويه من سكان وموارد اقتصادية ومادية وعوامل أخرى ، ولهذا فإن البيئة المدنية مثلها مثل غيرها من البيئات الأخرى لها تأثيراتها على كل الجوانب ، وعلية فإن الفهم الدقيق للطبيعة القتالية لمثل هذه البيئات والإعداد والتخطيط المسبق من خلال دراسة الموقف وتحليله للبدء بشن هجوم ناجح بأقل الخسائر   يشكل فرصة نجاح أفضل لسير العمليات القتالية .
كما أن  الهدف الرئيسي من وراء عمليات حرب المدن يرجع إلى أسباب سياسية ، حيث يقوم بشنها جيش نظامي متنوع التسليح على مجموعة من متمردين اتخذوا من المدن مأوىً وتحصيناً لتسديد الضربات المباغتة والعمليات السريعة ، كما يوجد طرف ثالث فرضته طبيعة هذه العمليات وهو المدنيين من السكان المحليين لهذه المدن، وتتخذ مثل هذه العمليات للتنفيذ عندما:-
  • تنقل مهمة كتيبة معينة لاستهداف عناصر متمردة أو تخريبية معادية في أوساط التجمعات المدنية .
  • من خلال معرفة خصائص التجمعات المدنية يتم تشكيل وإعداد ظروف العمليات الآنية والمستقبلية.
  • تعد هذه التجمعات المسار العام للتقدم والذي لا يمكن تجاوزه أو تجنبه .
  • تطلب الاهتمامات السياسية والإنسانية السيطرة العملياتية الكاملة للمهمات القتالية في هذه المناطق .
 إن إحكام السيطرة الكاملة على مثل هذه المناطق يمنع ويحد من قدرات العدو على استغلال الأجواء المدنية لتوسعة نفوذه والتمترس وراءها من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافه
الإعتبارات العامة لطبيعة العمليات العسكرية في حرب المدن
 إن مهمة التكتيك  العسكري للعمل في بيئات الحرب على المدن تأخذ جانباً كبيراً من الاهتمامِ لدى أولئك المهتمين بالإعداد والتجهيز, وأول المهام النوعية تلك المتمثلة في تدريب المقاتلين وإعدادهم الإعداد الكامل والمنبثق من كيفية التعامل مع التركيب التكويني لطبيعة البيئة المدنية من حيث البعد الجغرافي والسكاني ومن حيث طبيعة العمليات القتالية والتقنيات والتسليح المصاحب لمثل هذه العمليات وكيفية استخدامها بالطريقة التي صممت لأجلها لإظهار مهارات تكتيكية في ممارسة العمليات القتالية ، فالتدريب على أساليب حرب المدن يعتبر جديداً نسبيا فقد بدأ في الثمانينات من القرن الماضي وقد بدأت به قوات المارينز الأمريكية ، ويجب ان تتوفر برامج تشمل على شبكة لتنسيق العمليات الحية من مشبهات مركبات ولعب حرب كمبيوتر ، كما تُستخدم برامج تدريب افتراضية بناءة ومعقدة ، ويعتبر التشبيه القابل للإستخدام من قبل القوات في مسارح القتال حاجة ملحة أيضا ، لكن إحدى المشكلات التي تواجه القوات المهاجمة التي تبحث عن المتمردين والأسلحة المخبأة تكمن في أن هذه الأطراف ربما لم تدخل هذا البيت والتي هي على وشك مداهمة أبدًا من قبل وربما أنها لم تتواجد في ذلك الحي من قبل ، وحتى لو كان بالإمكان الحصول على إشارة  GPS واضحة ، فمن الممكن أن يتعرض الجند لخطر اقتحام المبنى الخطأ ، مما يعطي الهدف فرصة للنجاة .
   ولابد لنا أن ندرك بأن القتال في البيئات المدنية ما هو إلا عبارة عن حرب تنطوي على العمليات الإنسانية وعمليات الإسناد والرصد وفرض الاستقرار ، مع مراعاة ذلك في عمليات الرماية ، ولذا يتعين بأن ندرك بأن المدنيين المسالمين في المدن أكثر من المقاتلين بكثير ولذلك ينبغي أن تكون القوات المقاتلة المتواجدة فيها ليس مجرد مجموعة مقاتلين فحسب وإنما سفراء للنوايا الحسنة .
التحدي الإضافي هناك ينطوي على فهم تعقيدات ساحة المعارك المدنية ، هو تحدي يتخطى الدراية بالأوضاع القتالية ويتخطى مدى تأثير  قوة العدو وسيطرته إلى الأخذ بعين الاعتبار وجود المدنيين المسالمين ، كما أن  هناك مجموعة من الخيارات التي تفرض نفسها للتعامل مع القوى المعادية التي اتخذت من المدن ملاذاً لها وهي:
-           فرض حصار مطبق على المدينة وعلى العدو القابع فيها على نطاق واسع بحيث يشمل جميع السبل والإمكانات من قطع جميع وسائل الاتصالات والإمدادات الخارجية عن العدو من خلال فرض طوق محكم عليه غير قابل للاختراق سعياً إلى تجويع المحاصرين ودفعهم إلى الاستسلام وطلب السلام ، ولكن عيوب هذا الخيار واضحة تماماً فما سيعانيه العدو سيعاني منه المدنيين الأبرياء ، وما ستقدمه وسائل الإعلام العالمية من تغطية شاملة للحصار ورغبة العدو في استثمارها تجعل فاعلية الحصار محدودة في النهاية .
-           قصف المدينة من كل الجهات وتحويلها إلى ركام ، وهو الخيار الذي لا يلقى قبولاًً لما يؤخذ عليه من الناحية الإنسانية ، لأن الهدف هو سلامة المدنيين وكسب تأييدهم ، والتجربة الروسية في غروزني أخذت بهذا الخيار.  
-           الخيار الوحيد الذي بقي هو التقدم إلى المدينة ومواجهة العدو مباشرة على أرض الواقع  بحيث يتم استخدام الخيارات الثلاثة كلها بصورة متزامنة شريطة تزويد المقاتلين بالقدرات المصممة لبيئات حرب المدن وهو الأمر الذي يعتقد بعض القادة العسكريين أن المعركة المباشرة يمكن أن تتحقق على الأرجح، بواسطة القدرات التي يمكن بالمراقبة أن توفر دراية حركية أكيدة بالأوضاع القتالية على جميع نطاق المدينة.
 التقنيات الحديثة المستخدمة في عمليات حرب المدن
إن تجهيز وحدات تنفيذ المهام العملياتية في مثل هكذا مناطق بالمعدات الرقمية الالكترونية والاستطلاعية ووسائل المراقبة والكشف ليعد أمراً بالغ الأهمية له تأثيره الكبير في نجاح وتحقيق الأهداف المرجوة ، كل ذلك لا يتم إلا من خلال عمليات جمع المعلومات والتي تتمثل حول طبيعة العدو وتجهيزاته وأماكن تمترسة وغيرها من خلال إستخدام معدات ذات تقنية عالية ويتم تدريب فصيلة الاستخبارات على كيفية استخدامها مثل أنظمة الاستطلاع المصاحبة للطائرات المسيرة والربوتات الأرضية و شبكة المستشعرات الالكترونية بالتصوير والمراقبة لجمع وتحليل المعلومات .
الطائرات المسيرة(DRONES)
الطائرات المسيرة أحد أهم وسائل جمع المعلومات ، فهي تلعب دوراً هاماً ورئيسيا من خلال عملية الاستطلاع والكشف ، والتصوير هي  العملية التي أثبت تكنولوجيا الطائرات المسيرة براعتها واحترافها بها  بواسطة الكاميرات الرقمية المصغرة عالية الأداء متعددة المهام و المركبة عليها لتنفيذ عمليات تحديد مواقع الأهداف ، حيث توجه هذه الطائرات من المواقع الخلفية للقوات إلى مناطق تحديد الالتقاط والبث في المواقع المستهدفة ، ويشترط  في عمليات إرسال الصور التي تقوم تلتقطها أن تكون مباشرة عند التصوير لترسل إلى الوحدات الأمامية  لإستخلاص المعلومات والصور .
  وقد تبين من خلال الخبرة العملية لبعض من الدول التي استخدمت تقنية الطائرات المسيرة في عمليات الإسناد التكتيكي أن هناك حاجة لأن تكون الأنظمة المركبة عليها أخفُ وزناً بحيث يمكن تشغيلها بصورة مستقلة ذاتياً و يمكن تشغيلها من قبل وحدات الخط الأمامي.
  قامت وكالة داربا الأمريكية بتطوير تقنية لإحراز الأهداف والمراقبة والاستطلاع في حرب المدن والمعروفة بـ (نورثوب غورمان) للطائرات المسيرة ، بحيث تسمح هذه التقنية للجنود بالحصول على صور إستطلاعية لا يمكن الحصول عليها بواسطة المستشعرات الثابتة أو التي تعمل على إرتفاعات شاهقة ، وقد صممت هذه التقنية بإعطاء الأمر للطائرات المسيرة بصورة متزامنة كي تقوم بمراقبة منطقة واسعة في ذات الوقت الذي يتم إرسال طائرة مسيرة أخرى بمفردها إلى الموقع الذي يطلبه الموجهة للمراقبة والاستطلاع عن قرب .
وقد ظهرت العديد من نماذج الأنظمة المصممة للقتال في المدن في الآونة الأخيرة فمن هذه النماذج على سبيل المثال :
- الطائرة (سكايلايت)   والتي يبلغ طولها 1.1م وباع جناحها 1.7م ويبلغ وزنها  6.5كجم ، والتي بعد إطلاقها تستطيع تنفيذ مهمتها بشكل ذاتي من خلال برمجة مسبقة عن طبيعة نقاط الطريق المتوجهة أليها ، فبعد عملية استعادتها باستخدام شبكة أرضية ، يمكن للطائرة إن تزود ببطارية جديدة ومعزز ثم تطوى وتوضب مرة أخرى داخل قاذف الإطلاق.
- كذلك الطائرة المسيرة سكايلارك( Elbit  Skyiark I ) المصنعة من قبل الشركة الإسرائيلية  البت للأنظمة  والتي يتم إطلاقها بواسطة دفعها باليد الذي يساعد في تجاوب اندفاع طيرانها أما محركها الذي يعمل بالطاقة الكهربائية فهو ضئيل الصوت والأزيز والتي يبلغ باع الجناح 2.2متر ويبلغ وزنها 1.5كم و المصممة للعمل لفترة زمنية تصل إلى ساعتين بحيث تتراوح سرعتها من 20-50ك/س  وتحمل كاميرا فيديو رقمية ملونة CCD ، 3x zoom تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتحديد المواقع والمزودة بتقنية الليزر.
  - كذلك تقنيات الإقلاع والهبوط العمودي  فقد ظهرت نماذج للطائرات المسيرة أمثلة الطائرة الفانوكوبتر (FANCOPTER)  والتي تم تصميمها في ألمانيا وهي تعمل بالطاقة الكهربائية ويبلغ وزنها 1.5كجم ويبلغ عرضها 73سم والتي تبلغ سرعتها القصوى عند 50كم/س وهي محملة بكاميرا رقمية ملونة فيديو بتصميم(752×  582بيكسل) يصل مدى تصويرها إلى 500متر .
في ميادين القتال المدنية الرقمية , يمكن وصل مستشعرات متحركة أو ثابتة على الأرض مع الطائرات المسيرة الأمر الذي يسمح  برماية الأسلحة ضد الأهداف المتحركة ضمن فترة زمنية قصيرة .
  - الطائرة المسيرة ( موسكيتو) الأمريكية الصنع  فهي اصغر حجماً وتعمل بالطاقة الكهربائية وصممت لمراقبة منطقة طولها 1× 1كم ,هذا ويمكن إطلاقها باليد أو بواسطة حبل إرجاعي ، ويبلغ باع الجناح  34سم وطولها  30سم بينما يصل وزنها إلى  500جرام عند الإطلاق ويمكن أن تطير على ارتفاعات تصل حتى 300 قدم ، طائرات من هذا النوع وبهذه النمنمة  تعتبر صغيرة بالقدر الكافي لتطير من نافذة لتلتقط الصور داخل المباني وشوارعها.
- تم تطوير نظام قيادة وسيطرة بالتفاعل التازري بين الطائرات المسيرة التي تعمل في مجال جوي عام وتتكيف أليا وتعيد برمجة مهام البحث والتعقب في الوقت الذي تدخل فيه المنصات وتغادرها ، وقد قام بتطويره مكتب إستثمار المعلومات الأمريكي . 
الربوتات الأرضية (Ground Robots )
الربوتات  بصورة عامة عبارة عن آلات دقيقة متعددة الاستخدامات تعمل على التحكم من بعد بواسطة الإنسان من خلال التحكم السلكي أو اللاسلكي ، فلقد كانت طبيعة عملها الأساسية في المجالات العسكرية وعلى وجة الخصوص عمليات حرب المدن استطلاعية معلوماتية لتمشيط الأرض المستهدفة وتحديد الأخطار قبل دخول العنصر البشري تفادياً لما قد يتعرض له.
  أحد أهم وسائل جمع المعلومات بواسطة استكشاف مركز التهديدات المستجدة ومفهوم سحابة إحراز الأهداف سريعة الاختفاء والتي تنفذها الربوتات الصغيرة والصغيرة جداً من خلال تعقبها ومراقبتها من أجل الاستطلاع ، ربما تكون وسيلةً مفيدة لبيئات حرب المدن حيث يكون العسكريون مكشوفين بوضوح بين السكان المدنيين
وبالرغم من إن استخدام الربوتات ليس منتشراً بقدر إنتشار الطائرات المسيرة إلا أن استخدامها أساسي  للقوات الأمريكية المنتشرة في العراق وأفغانستان لأغراض استطلاعية، استخدمت عسكرياً أيضاً في كلاً من فرنسا وألمانيا بشكل واسع لأغراض متعددة كوسيلة تدخل أولية  لدى وحدة المتفجرات , كما استخدمتها إسرائيل بشكل واسع في عمليتها العسكرية على الشعب الفلسطيني الشقيق بغزة في عملية الرصاص المسكوب, وبناء عليه فطبيعة عمل الربوتات الأرضية ميكانيكي ذو دقة عالية كما هو الحال في الطائرات المسيرة .
  اُستخدمت الربوتات الأرضية في حرب المدن بشكل جعل منها ذات أهمية عالية لتنفيذ عمليات الاستطلاع والكشف لتحديد ساحة المعركة وأمكنة تواجد العدو وكل ما يتعلق بساحة المعركة من معلومات من خلال اعتمادها على وصلة بيانات مبرمجة فيها تمكن من التحكم بها عن بعد كما يمكنها أيضا من خلال هذه البرمجة  حماية نفسها ما يبرهن صحة ونجاح ما نسميه أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة . 
 - أٌستخدمت الربوتات الأرضية  في المجال العسكري أول مرة عندما وجه الربوت (فوستر ميلر تالون) لإزالة وتعطيل الذخائر المتفجرة  والتي جهزت فيما بعد لتكون ربوتات مسلحة حيث زودت ببندقية من نوع( M16) أو برشاشات نوع (M249) أو ببنادق بارات (عيار50 ) كما استخدمت أيضاً في الاستطلاع المسلح .
 - نظام الربوت الشهير والمعروف (PackPot 501) الأمريكي الذي يستخدم لإغراض عسكرية في عمليات حرب المدن , يعمل بالطاقة الكهربائية بواسطة بطاريتين محملتان عليه والذي يبلغ وزنه 22كجم وطوله يبلغ 69سم وعرضه 50سم مع ارتفاع يصل إلى  19سم والذي يمكنه الحركة والدوران بحرية مطلقة وبسرعة تصل إلى  9,3كم/س  والمزود بكاميرا متحركة عالية الدقة والتصوير .
 - وقد أعلنت شركة (متال ستورم) الأمريكية في مارس 2005م استكمال سلسلة عمليات عروض النيران الحية المباشرة التي أقيمت في إحدى منافسات الرماية للجيش الأمريكي في نيوجيرسي ، وقد اشتملت العروض على رمايات لنسخة مخصصة من نظام سلاح( متال ستورم (40mm مركب على مركبة تالون الأرضية غير المأهولة ,وقد جهزت بمنظومة مجهزة بأربع سبطانات تحتوي كل منها على أربع قذائف ونظام تصويب بصري قادر على توفير استقرار وتوجيه ثنائي المحور ، واستطاع النظام أن يشتبك بنجاح مع أنواع مختلفة من الأهداف بما في ذلك أفراد مشبهون وناقلة جنود ومنعها من خلال استخدام طلاقات نارية.
الأسلحة الخفيفة ( Direct Fire Support)
  لقد كان لطبيعة حرب المدن والظروف البيئية المعقدة و نوعية المواجهات القتالية الصعبة استخدام أنواع معينة من الأسلحة الخفيفة التي يحملها معهم المقاتلين كعتاد للمواجهة والحماية والاشتباك مع العدو , وقد ظهرت العديد من النماذج والابتكارات لمثل هذه الأسلحة والتي صممت لتتلاءم مع مختلف الظروف البيئية القتالية المدنية  فقد كان الهدف الرئيسي من هذه التصاميم هو حماية المقاتل بالإضافة إلى توجيه ضرباته بشكل دقيق ومتقن مسيطراً بذلك على التسديد وإطلاق النيران ذات الأعيرة المتنوعة ، و مراعاةً لعامل الوزن  فلقد اٌستبدلت بعضاً من الوحدات القتالية في الجيش الأمريكي  بنادقها من النوع( M16 A2 )ببنادق أقصر وأسهل منالاً مثل بنادق (M4 )وبنادق( M4 A1) القصيرة ، بينما يجري استبدال الرشاش ( M249 ) المعياري الخفيف بنموذج مظلي مجهز ببندقية (M4 ) قصيرة.
- كما ظهرت أنظمة التسديد والرماية من زاوية والتي من خلالها يستطيع المقاتل مشاهدة الأهداف حول الزاوية بواسطة  كاميرا فيديو صغيرة الحجم تثبت على ماسورة السلاح  والموجهة إلى الجهة الجانبية وشاشة عرض صغيرة موجودة ضمن بقية السلاح أمام المقاتل ومن أمثلتها نظام الرماية من زاوية ( Cornershot) الأمريكي الإسرائيلي المشترك المزود بمسدس عيار 9mm للجنود والذي يمكن الجندي من الرؤية من زاوية ومشاهدة واقتناص الأهداف من خلال شاشة كريستالية بعرض تلفزيوني تقع على الجزء الخلفي للنظام والموصلة بكاميرا فيديو رقمية تقع على الجزء الأمامي الجانبي للنظام بواسطتها أمكن للمستخدم مسح المنطقة المحيطة بالزوايا والممرات من خلال مشاهدة الصور على الشاشة ، حيث يتم إرسال الصور إلى الوحدات المجاورة إلى مركز القيادة المركزي مباشرة ، وكان آخر سلاح تم تصميمه من هذا النوع هو( Shot40) الذي يمكن تركيبة قاذف قنابل من العيارmm 40 عليه.
 - كانت وما تزال الأسلحة الخفيفة ذات الأعيرة الخرطوشة من أقوى وأهم أسلحة المواجهة والإشتباك فقد بينت الخبرة القتالية بان طلقة الناتو (mm 5.56 ) ينقصها قدرة الوقوف خصوصا عندما تطلق من أسلحة قصيرة السبطانات ، أحد الحلول المجربة تتمثل بالخرطوشات( mod, mk2,mod0  )التي تحل مكان رصاصة SS109) )مع مقذوف أثقل  زنته خمسة جرامات .
طورت شركة ريمنغتون التي تعمل حاليا مع الجيش الأمريكي خرطوشة لأغراض خاصة عيارهاmm 43x8.6 ، كما صنعت شركة (بارت فايرارمز) جهاز استقبال علوي جديد يمكن تركيبة على أسلحة( M16 أو M4 ) وحولت الخرطوشة إلى عيار جديد وقد أصبح هذا التحديث ممكنا بفضل أن طول الخرطوشة الجديدة يبلغ نفس الطول الإجمالي لطلقة5.56 mm بينما قطرها أكبر بقليل ، توفر الطلقة الجديدة أداءً محسنا وتُلائم متطلبات معارك الالتحام وعمليات حرب المدن.   
المستشعرات الأرضية ((Ground
 صممت معظم أنظمة جمع المعلومات الحالية للاستطلاع سواءً كانت العلوية أو فوق الرأسية للإيفاء بحاجات حرب الأرض المفتوحة لكنها أقل فاعلية عند استخدامها في تعقب قوات متحركة أو غير نظامية داخل المدن ، ومع ذلك لا تستطيع أنظمة الاستطلاع والمراقبة الحالية أن توفر معلومات كافية من ذلك النوع اللازم لفهم ما يجري فعلا في المدينة ،و وفقا لما صرح بهِ مدير وكالة داربا للأبحاث الدفاعية الدكتور (توني تيثر) لجمعية الشيوخ الامريكية حول التهديدات الناشئة والقدرات حيث أخبر اللجنة الفرعية بأن أنظمة الاستطلاع لإحراز الأهداف والمراقبة الدائمة والمحدقة ستتحسن إلى حد كبير لمعرفة الذي يجري في المدينة بأبعادها الثلاثة وعلى مدار الساعة ، وأضاف السيد تيثر أننا بحاجة إلى شبكة عنكبوتيه من المستشعرات حتى نتمكن من رسم خريطة أفضل للمدينة والأنشطة فيها بما في ذلك ما بداخل الأبنية لتمييز الخصوم ومعداتهم من المدنيين بما في ذلك الحشود ، ولتحديد آماكن القناصة والانتحاريين أو المتفجرات المبتكرة فيتعين أن نراقب أشياء كثيرة ومختلفة كالناس والفعاليات فوق منطقة واسعة وكما يتعين أن نمتلك قدرة عالية على التمييز عندما نحتاج ذلك , ولا تقل أهمية الأنظمة اللازمة لاستخلاص معلومات قابلة للاستخدام والتطبيق من البيانات عن أهمية امتلاك لمستشعرات أكثر ومن نوعية أفضل .
  في بعض الحالات تصمم بعض المستشعرات لأن تطلق أو ترمى باليد ، حيث يجمع نظام مقذوف التصوير المكون من أجزاء مستقلة ومتصلة الذي يطلق بواسطة قنبلة يدوية والمسمى (Glimps) بين الكاميرا والمرسل واللاسلكي في مقذوف عيار 44Mm ويجري تصميمه حاليا وهو في طور التطوير لزيادة قدرات المراقبة في البيئة المدنية .
وبالرغم من إن المستشعرات الجديدة متوفرة إلا أن صورها مازالت بحاجة للتفسير والقراءة بسرعة كي توفر معلومات قابلة للاستخدام , كما أن المستشعرات التي تميز المدنيين من الانتحاريين لازالت غير متوفرة ، مع أن شركة Digicomm الأمريكية في طور الإعلان عن كاشف سلاح مخبأ على المديات القريبة أو للاستخدام داخل الأبنية وطورت في الوقت ذاته كاشفاً بعيد المدى يمكنه التعرف إلى المسدسات والقنابل في الأماكن المفتوحة وعلى مسافة آمنة بالقدر الكافي لحماية كل من الأفراد والممتلكات ، كما لا يوجد في الأسواق ألان أنظمة تستطيع الكشف عن الأسلحة المخبأة أو المخفية سوى لمسافة لا تتجاوز بضع ياردات وأكثر الأجهزة الكهرومغناطيسية أو المغناطيسية التي تتطلب أن يمر المشتبه بهِ عبر قوس الكتروني مثل ذلك المستخدم في المطارات .
كما يطور مكتب المشاريع الخاصة الأمريكي مستشعرات رادارية تخترق الجدران وأساليب تقنية أخرى بهدف الكشف عن البني التحت أرضية ورسم خرائط لها وتحديد مواقع الأفراد والتعرف على أسلحتهم  ، وستسمح هذه الأنظمة مجتمعة للقوات بمراقبة وتعقب أي شخص أو هدف معين أينما كان .
الاتصالات Communications))
 إن مانح القوة الرئيسي في جميع التقنيات اللازمة تقريباً في عمليات حرب المدن تتمثل في شبكة اتصالات قوية وقابلة للتكيف مع كل الظروف المصاحبة لطبيعة هذه العمليات بحيث تكون شبكة قادرة على العمل في البيئات المدنية حيث تكون الاتصالات صعبة حتى في ظل أفضل الأحوال ، شبكة أكثر قدرة على التحدي باعتبار أن الشبكات ومحطاتها الأساسية بحالة حركة دائمة مع عقد جديدة تدخل وتغادر النظام بصورة مستمرة.
يشتغل مكتب التقنيات المتقدمة الأمريكي على شبكة من هذا القبيل ويطور قدرات لاسلكية قليلة التكلفة منخفضة القدرة ذات نطاق ترددي فوق  العريض توفر وصلات موثوقة متعددة الاتجاهات ومقاومة للتلاشي مع إمكانية منخفضة لاكتشافها باعتبارها قادرة على الإرسال الآلي وعلى إعادة تشكيل الشبكة وإدارة الطيف فإن هذه الشبكات الذاتية التشكيل سيكون بمقدورها حذف الخطأ البشري تقريباً عند إنشاء الشبكة وإدارتها وجعل إقامة اتصالات سريعة وموثوقة حقيقة ميدانية .
العربات المدرعة( Armored Trucks  )
 استخدم في عمليات حرب المدن كلا من العربات المصفحة المدولبة وكذلك المجنزرة حيث استخدمت كل واحدة ضمن استخدامات خاصة  بحسب نوعية الأدوار والسيناريوهات الموكلة والخاصة بكل واحدة منها على حدة ، فرغم اختلاف وجهات النظر والآراء حول زايهما أفضل للمهمات القتال في البيئات المدنية , حيث رأى البعض أن العربات المصفحة المدولبة تتميز بحركية أعلى من العربات المجنزرة والذي تتمتع بشعبية اكبر في عمليات حفظ السلام , ولكن مع ذلك فهي تعتبر الأكثر عرضة للهجوم والفتك أكثر من العربات المجنزرة ، مع كل ذلك فان طبيعة وخصوصية حرب المدن فرضت وجود كلا العربتين معاً بحيث أوكل لكل واحدة مجموعة المهام التي تقوم بها من طبيعة الأدوار والمهام على صعيد العمليات القتالية  في البيئات المدنية. 
- من أمثلة العربات المدولبة الحديثة المصممة لمثل هكذا عمليات المصفحة المدولبةStyker 8x8 ) ) المجهزة لحرب المدن والتي قامت بصناعتها شركة (جنرال داينامكس) الكندية والتي دخلت إلى الخدمة العملياتية للجيش الأمريكي أثناء احتلاله للعراق حيث وقد أفادت مجموعة التقارير بأن حوالي 300 عربة منها توجد هناك , وقد أبدا مستخدميها الرغبة في مواصلة استخدامها كونها تتميز بقلة الضجيج مقارنة بالعربات المجنزرة السبب الذي جعل من قوات الجانب الأخر لا تشعر باقترابها , ولرفع درجة الحماية أكثر للعربة سترايكر تم تزويدها بصفائح واقية للحماية ، المسمى بـ(قفص العصفور) والذي تقوم طبيعة عمله بنزع صمام القنابل الصاروخية الدفع قبل أوان تفجيرها ، هذا وقد ذكر تقرير خاص بالجيش الأمريكي تم تسريبه لوسائل الإعلام حول مشاكل بهذا الدرع الإضافي وأنة كان فعال لحوالي نصف قذائف الـ (ار،بي،جي) التي كانت تطلق عليه .
- ومن الأمثلة على العربات المجنزرة المصممة لمثل هذه العمليات الدبابة(( M1A2  ابرامز ABRAMS) ) الأمريكية الصنع التي تم تحديثها لعمليات من خلال إضافة منظومة (Tusk) للبقاء والاستمرارية في البيئات المدنية، وبإعتبارها صممت لخوض حرب مدرعات، فإنها تفترض بان التهديد الرئيسي سيواجهها من القطاع الأمامي , لكن الأمر مختلف الآن فقد أصبح القتال على مدار 360 درجة وفقاً لما صرح به مدير مشروع منظومة(Tusk) المقدم مايكل فلاناغان ، ويتمثل أول جزء من المنظومة تُسك بدرع ملقم المدفع المصفح الذي يوفر حماية للملقم عندما يرمي الجندي بالمدفع الرشاش عيار mm7.62 من البرج ، كما زود موضع رماية الملقم بمنظار حراري يسمح للرشاش بان يٌستخدم في الظلام ، ومن ناحية أخرى هناك نظام قيد التطوير يسمح للجندي الملقم بإطلاق نيران المدفع من داخل البرج وهو يشاهد الصور بواسطة المنظار الحراري ، كما أُدخلت مجموعة من التحسينات على محطة القائد خارج البرج ، وقد رُكب على جوانب الدبابة درع متفجر ردي الفعل مثل ذلك المركب على دبابة( برادلي) الأمريكية , كما أضيفة صفائح من الدرع لحماية مؤخرة الدبابة .
- تطور وكالة (داربا ) الأمريكية لتطوير أبحاث الدفاع من هجمات الــ (أر، بي، جي ) سبيكة درع متطورة وخفيفة الوزن لحماية عربات (همر) التابعة لقوات المارينز الأمريكية ، وعلى المدى الأطول ستطور وكالة داربا وتختبر من خلال برنامج ( الستار الحديدي ) نظام إسقاط قذائف الـ (أر، بي، جي ) والصواريخ مع أن الرصاصات التي تطلق لإحراز هذا يمكن أن تتسبب كخسائر في جموع المدنيين داخل البيئات المدنية .   
الخلاصة
- قبل أي عملية عسكرية على المدن هناك أمر بالغ الأهمية ويوضع على عاتق المنفذين لها وهو الحرص و الحفاظ في الدرجة الأولى على سلامة المدنيين الأبرياء كونهم لا يمثلون أياً من أطراف  الصراع .
 -إن عملية التدريب المدروس والمسبق للمقاتلين وإعدادهم تعد الخطوة الأولى والأساسية للقيام  بتنفيذ العمليات القالية لحرب المدن وفق احدث المعايير والطرق المتبعة ، والمنبثقة من الإعداد الكامل على  كيفية التعامل مع التركيب التكويني لطبيعة البيئة المدنية  .
- قبل القيام بأي مهمة عسكرية على الصعيد الميداني هناك خطوة رئيسية وهامة قبل اتخاذ القرار للتنفيذ العملياتي وهي دراسة الموقف حتى يكون اتخاذ القرار مبنياً على طبيعة ونوعية المهمة القتالية ونوعية منفذيها من القوات .
- تعتبر عملية جمع المعلومات من أهم المراحل والتي نظراً لنوعية وطبيعة البيئات المدنية الصعبة لأن وسائل الاستطلاع والكشف مختلفة عن الوسائل التكتيكية المعروفة والمصمصة للإيفاء بهذه المتطلبات والذي كانت تقنيات وتكنولوجيا الطائرات المسيرة والربوتات وأنظمة المستشعرات بأنظمتها المركبة عليها لهذه الأغراض. 
- يشترط  في نوعية  وطبيعة عمل الأسلحة الخفية التي يحملها المقاتل للهجوم والحماية والاشتباك مع العدو , لتنفيذ المهام القتالية في المدن أن تتلاءم مع الظروف البيئية المعقدة و نوعية المواجهات القتالية الصعبة والتي تم تصميمها وفقاً لهذه المعايير .
- تعد تقنيات الاتصالات عنصر التواصل والتفاعل المشترك للحماية والهجوم وتكامل العمليات التكتيكية لظمان السيطرة وأحتواء الموقف والذي تؤمنه شبكة اتصالات قوية وقابلة للتكيف مع كل الظروف المصاحبة لطبيعة البيئات المدنية الصعبة.
-  إن استخدم العربات الميدانية المصفحة والتي صممت لعمليات حرب المدن سواءً كانت المصفحة المدولبة  أو المصفحة المجنزرة تنفذ مجموعة من الأدوار والمهام عالية الدقة الداعمة لنجاح العمليات الموكلة إليها والمتضمنة دروع يحتمي بداخلها المقاتلين ذات حماية متنقلة للاكتساح وتوجيه الضاربات الفعالة، و من خلال ما سبق يتبين لنا مدى أهمية  الأنظمة الحديثة لتقنيات حرب المدن بين التقنية والتطبيق .


المراجع//
-  مجلة الجندي    الأعداد 387/ 388/401
- مجلة armada // complete Guide  الأعداد 4/2006-4/2007 -3/2009




أنظمة الدفاع الجوي للقوات البحرية
التقنيات وتحديات المستقبل
 إعداد/ ماجد علي غالب عبيد

عرف سلاح الدفاع الجوي كأحد العناصر الرئيسية المكملة لتشكيلات الوحدات القتالية العامة الجوية والبرية والبحرية ، بالإضافة إلى حماية المنشات والمصالح العامة ، فهو يمثل الدرع الواقي لصد مختلف أنواع الهجمات الجوية المعادية، ولقد فرضت تكتيكات المعركة الحديثة وتهديد الحرب الالكترونية الحديثة تجسيد العديد من الجهود والاهتمامات على صعيد التطوير والتحديث الدفاعي، حيث أصبحت أنظمة الدفاع الجوي اليوم تتمتع بالعديد من المميزات الالكترونية الحديثة من خلال تعدد الوسائط  Multimedia لتكامل ودمج مجمل الأنظمة في إطار منظومة تكامل موحدة لتنفيذ العمليات والمهام من خلال أنظمة التحكم والسيطرة الآلية المتقنة في وقت واحد ،كما كان لسباق التسلح من خلال باستحداث وإنتاج الأنظمة الالكترونية الهجومية التي يقابلها على الخط الآخر المعاكس استحداث وإنتاج الأنظمة الدفاعية  المضادة لها الأثر الواضح والتي ظهرت جلياً في أنظمة الدفاع الجوي الحديثة في وقتنا المعاصر.

قبل الحديث عن أنظمة الدفاع الجوي للقوات البحرية لابد من تسليط الضوء على تشكيلات القوات البحرية وتقسيماتها الرئيسية  والتي تتكون من مجموعة من العناصر من خلالها يتم تنفيذ مجمل العمليات والمهام الموكلة إليها ،فهناك القواعد البحرية على الشواطئ تتمركز بها عناصر الأسطول البحري التي تتكون من المنشات الفنية والإدارية الخاصة للمحافظة على كفاءة هذه الوحدات وإجراء عمليات الصيانة والإصلاحات اللازمة لها وكذلك التزود بالذخائر والتعيينات والإمدادات الأخرى، وتنقسم الوحدات البحرية إلى نوعين رئيسيين وهما /سفن السطح Surface Ship والغواصات Submarines ، وتتكون وحدة سفن السطح من البوارج البحريةBattle Ships  وحاملات الطائرات Aircraft  Carriers وسفن الإبرار البحريAmphibious Landing Ships  والطراداتCruisers  والمدمرات والفرقاطات الثقيلةDestroyers  والفرقاطات الخفيفة والقراويط Light Frigates And Corvettes  والوحدات الهجومية السريعة Fast Attack Cra ، وتتكون وحدة الغواصات من الغواصات النووية والغواصات التقليدية .
تتلخص مهام  القوات البحرية من الناحية الدفاعية لأي دولة في المحافظة على أمنها وسلامتها الحدودية البحرية ضد أي عدوان خارجي يهدد أمنها ومصالحها وأهدافها القومية ، بالاشتراك مع باقي أفرع القوات المسلحة الأخرى ،حيث يرتبط  مفهوم القوة البحرية منذ القدم بالأهداف والمصالح الاقتصادية والأمنية  للدولة ، ومن هذا المنطلق تجسد القوات البحرية السياج الأمني المتين للحدود البحرية والسياسية لأي بلد من خلال مجموعة الأدوار والمهام العسكرية الموكلة إليها لتنفيذها.
وقد دخل الدفاع الجوي إلى القوات البحرية للمشاركة في تحقيق المفهوم الحديث  لإحراز السيطرة البحرية والذي يضم في مكوناته أيضا ضرورة إحراز السيطرة الجوية فوق مسرح العمليات البحري ، إذا أن العنصر الجوي أصبح يمثل خطورة بالغة لا يُستهان بها ، حيث شكلت الهجمات الجوية المعادية مصدر تهديد رئيسي لتشكيلات القوات البحرية سواء في المواني أو في البحار وعلى ذلك  يجب أن تشمل الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق السيطرة البحرية والتي تكفل توفير الحماية الفعلية للقوات البحرية من الهجمات الجوية وجود سلاح الدفاع الجوي للقوات البحرية.
ومن خلال مجمل هذا الطرح نسعى جاهدين إلى تقديم المعلومة التوضيحية للمادة بشكل مبسط  بالإضافة إلى عرض لبعض أخر التقنيات المستخدمة في أنظمة الدفاع الجوي للقوات البحرية  من خلال معالجة موضوعية متواضعة نأمل أن تلقى استحسان القارئ الكريم.

الاعتبار التكتيكي لمنظومة الدفاع الجوي للقطع البحرية
 لمعرفة الخصائص التكتيكية  لطبيعة عمل الدفاع الجوي للقطع البحرية  لابد من معرفة  العناصر الثلاثة الأساسية لنجاح تنفيذ المهام القتالية بصورة جيدة والمتمثلة في(تحديد ومعرفة نوعية المهمة القتالية - تحديد منطقة الخطر - توافر عنصر الحركة والمرونة الواسعة)، إن كل قوة بحرية تخرج إلى عرض البحر يكون خروجها لغاية محدودة ومهمة معينة، ومن ذلك ينتج خطوط سير وسرعات وتشكيلات متتابعة، كما يتحدد نوعية وعدد السفن التي تتشكل منها هذه القوى، ومهما تكن المهمة المعطاة للقوى البحرية فإنها بالتأكيد لن تكون مقتصرة على الدفاع الجوي، ومن هنا يظهر لنا بوضوح المعطيات الأساسية لآلية الدفاع الجوي لقوة بحرية في عرض البحر، وهي تنبع من تناقض ضرورة الدفاع الجوي مع المهمة الأساسية التي خرجت من أجلها السفن ونظرا للمهمة الأساسية المعطاة للسفن فإنها لا تتمكن من تطبيق المبدأ الأساسي للدفاع الجوي بشكل عام، وهو السيطرة على الجو .
 وبالرغم من أن القوة البحرية لا تستطيع القيام بذلك على حساب مهمتها الأساسية، فيجب ألا يغيب عن بالنا أنها لا تملك المبادرة في كل لحظة، ولكي تكفل عدم مفاجأتها من قبل العدو الجوي فهي تنظم دفاعها الجوي على مبدأ المنطقة الخطرة المحدودة التي يمكنها أن تستخدم فيها وسائط الدفاع الجوي غير المخصصة للمهمة الأساسية، ومن جهة أخرى تجدر الملاحظة أن القوة البحرية مٌشكّلة من عدة عناصر متحركة، وهي بذلك تمتاز بمرونة وحركة واسعة، فتشكل أهدافاً غير واضحة تتغير أوضاعها باستمرار وهذا مما يقلل نتائج الهجوم الجوي عليها هذا إذا لم يستطع هذا العدو استطلاعها بشكل دقيق ومعرفة تشكيلاتها.
 إن عنصر التكتيك الهجومي الذي يتبعه العدو في مهاجمة القطع البحرية يبدو بشكلين متميزين : أولهما ما يبدأ به العدو من الاستطلاع والمراقبة لمعرفة الموقف ،والثاني هو ما يتبعه بالهجوم المباشر، وإن المراقبة والاستطلاع يكونان تحت أشكال شتى ابتداءً من أبسطِ الأنواعِ التي هي الرؤية المباشرة حتى أكثر الوسائط من الأجهزة الإلكترونية، وليس من الضروري التأكيد على الميزات والفوائد التي تجنيها أي دولة تمتلك وسائط الهجوم من الاستطلاع الدقيق بالاستعداد لقوات العدو ومواقع أساطيله، سواء أكان ذلك في قيادة العمليات الجوية أو توجيه الغواصات، إن الهجوم المباشر يملك جميع وسائط التسلح الحديث من طائرات الهجوم التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بعدة أضعاف وذات مدى بعيد، تقوم بهجومها في طيران مكثف أو تستخدم في أعمالها صواريخ أرض/ جو نصف موجهة أو موجهة ذات رؤوس تقليدية أو نووية، أو صواريخ بحر - بحر تطلق من مسافات متوسطة، أو بعيدة سواءً من سفن سطحية أو غواصات في جوف البحر.
 التدابير التكتيكية المتبعة  ضمن إطار العمليات الدفاعية والتقنية الحديثة  للقطع البحرية من المهام الالكترونية  المتبعة ما تستخدمه  لتنفيذ العمليات أثناء الإبحار من عمليات التمويه الالكتروني أو استخدم  شبكة الإنذار العالمية الفضائية أو باستخدام تقنية الاستشعار الحراري لنظم الكشف والمراقبة.
تتجه جميع الجهود نحو تحسين الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في عمليات التمويه الالكتروني ، حيث لا يجوز قطع الصمت الإلكتروني إلا في الحالات الضرورية جداً، التي لها علاقة مباشرة بمهمة الأسطول، ويكون خرق الصمت الإلكتروني بأمر من القائد فقط، وبالدرجة الأولى تمنع القوة البحرية من إجراء أي بث إلكتروني يكشف وجودها في عرض البحر أو يدل على مكانها أو تشكيلها، وبالطبع فإن مثل هذا الصمت يسبب مضايقة في مجال السيطرة على السفن وخاصة لتأمين الاتصال فيما بينها، وهي لذلك تستخدم طائرة خاصة تكون واسطة لنقل الاتصال بالموجة القصيرة جداً التي يمكن اعتبارها سرية نسبياً وذلك بسبب قصر مداها.
وبالطبع فإنه من غير الممكن المحافظة على الصمت الإلكتروني بشكل تام، إذ إنه لا يجوز بأي حال من الأحوال بقاء الأسطول في حالة غيبوبة عما يدور حوله وذلك محافظة على الصمت الإلكتروني، ولذلك فإن القائد يتبع طريقة الصمت المطلق بالنسبة لمعظم سفن الأسطول، ويحدد أوقات بث متناوبة لبعض السفن، ويحتمل في ذلك تنفيذ أي فرضية كانت وخاصة استخدام الإرسال الإذاعي عن طريق سفن صغيرة مكشوفة بهوية مزورة، وأخيراً فإن كافة سفن الأسطول تستخدم وسائطها الإلكترونية السلبية (التصنت) بغية كشف العدو المنتظر والحصول على معلومات دقيقة عنه.
كما يمكن للقطع البحرية الاستعانة بشبكة الإنذار العالمية المربوطة معها والتي تعتمد على الاستطلاع الفضائي ، وبالنسبة لبقية الدول التي لا تمتلك استطلاع فضائي فهناك الإنذار المبكر والمراقبة البحرية المحمولة على الطائرات (E8 ) و(E2C )  حيث تستطيع الطائرات الأحدث منها متابعة 600هدف بنفس الوقت وتقديم المساعدة لإدارة العمليات القتالية والنيران لعدد40 موقع قتالي في مكعب جوي حجمه 3 مليون كلم مربع.
تستخدم أنظمة الاستشعار الحراري لنظم الكشف والمراقبة البحرية بعد الرادارات ، ويستخدم النظام الحديث ( Goal Keeper )(حارس المرمى) جيل جديد من المستشعرات الحرارية تمكنه من استشعار 64 هدفاً في نفس الوقت ، مع فرصة دائمة للتركيز على خطورة 12 هدفاً منها وتحويلها من مرحلة الكشف العادي إلى مرحلة مركزة من التتبع الدقيق.  
إن ما يعطي الفاعلية للدفاع الجوي هو تنفيذ كافة الاحتياطات على سفن الأسطول من (الانتشار - الوضعيات النسبية للسفن - الصمت والتمويه الإلكتروني - استخدام الأسلحة المضادة للطائرات)، ويجب أن نتذكر أن مسائل الدفاع الجوي تضاف إلى مسائل مكافحة الغواصات وإلى المسائل التكتيكية والتموينية المعقدة بالنسبة للمهمة العملياتية المنوطة بالقوة البحرية، ولهذه الغاية نجد أن جميع البحريات اتجهت نحو الحلول الآلية بواسطة الحاسبات الإلكترونية الحديثة.
ولكي تنفذ منظومة الدفاع الجوي للقوات البحرية المهام القتالية الموكلة إليها بنجاح لابد من توافر مجمل أنظمة التسلح الدفاعية الجوية المتكاملة ،ابتداءً بمنظومة الإنذار والسيطرة الرادارية ومنظومة المدفعية م/ط  وانتهاء بمنظومة الصواريخ سطح/جو المكملة من خلال توزيع المهام والأدوار.
منظومة المراقبة والإنذار
يعد عنصر المراقبة والإنذار أحد العناصر المكونة لطبيعة عمل الدفاع الجوي بشكل عام فهو يمثل العين والإحساس الثاقب المنبه من اقتراب الخطر الجوي المعادي على إختلاف انتمائه التشكيلي في صنوف الوحدات القتالية المعروفة ،ومن أهم تقنيات المراقبة والإنذار وأقواها هي الرادارات التي أثبتت الممارسة العملياتية أنه لا غنىً عنها ، وفيما يخص القوة البحرية  سنتناول في هذا الإطار الرادارات البحرية مع عرض موجز لبعض أحدث التقنيات المستخدمة على الصعيد العالمي .
إن كافة السفن القتالية البحرية مزودة برادارات كشف جوي، والحديث منها يستطيع كشف طائرة على مسافة (17) ميلاً بحرياً (300 كم)، وبالإضافة إلى ذلك فإن سفن الكشف الجوي تزود برادارات خاصة وميزاتها أفضل، إذ تستطيع تحديد ارتفاع الطائرة بالإضافة إلى بعدها. كما أننا نلاحظ أن بعض الدول تزود أساطيلها بطائرات مزودة برادار قوي، وتستطيع هذه الطائرات إعطاء إنذار مبكر عن طيران العدو، وكذلك تستطيع كشف العدو عندما يطير على ارتفاعات منخفضة محاولاً التقرب ما أمكن من الأسطول مستفيداً من عدم إمكانية رادار السفن كشفه على مسافة بعيدة عند طيرانه المكثف فوق سطح البحر.
تؤكد الشواهد على استمرارية الرادار وفعالية استخدامه على سفن السطح مع وجود متطلبات إضافية لاستخدام الرادار في المياه القريبة من الشواطئ أكثر من أعماق المحيط والمياه البعيدة ، حيث تتزايد العوائق وتمنع الحصول على صورة أكثر وضوحاً خلال عمليات الكشف والاستطلاع وخاصة في مواجهة الصواريخ القريبة من السطح أو تلك التي يتم إطلاقها من السطح أو تلك التي يتم إطلاقها على ارتفاع منخفض تحت المقطع الراداري .
من أهم المواصفات الأدائية  للرادارات البحرية تمتعها بقدرات كبيرة على الفصل وتمييز الأهداف خاصةً صغيرة المقطع منها ، ومن أحدثها النظام الأوروبي المتطور (EMPAR) ذو النسق الشبكي  المتعدد المهام من ( ماركوني) و( كوماند سيستمز) البريطانيتين  بالاشتراك مع إلينا من ايطاليا ، وتنتج هذه المجموعة من الشركات الرادارات (MARA, HAGIC, IPN) التي تعتبر من الرادارات الصامتة لتقليل فرص  كشف مواصفات الشعاع ، ومن ثم تدني فرص إعاقته ، كما أن المسح الهوائي المزدوج الطور لتحقيق ثبات أفقي للشعاع يؤمن كشفاً دقيقاً للأهداف المنخفضة ، ويكشف الرادار إحداثيات دقيقة لـ250هدفاً وعلى مديات من 80كلم حتى 160كلم مع تضييق مخروط الشعاع لضمان الدقة ، ويؤمن الرادار تغطية نصف كروية 360درجة.
النظام المدمج AMRFS تم تصميم هذا النظام بين مجموعة شراكة تضم كلاً من إيطاليا وألمانيا وهولندا والولايات المتحدة الأمريكية والذي أنظمت إليهم فيما بعد أسبانيا وأستراليا من أجل التعاون المشترك لإنتاج رادار يعمل في حيز التردد X-Band الذي يعمل من خلال الموجات الكهرومغناطيسية ويمكنه اكتشاف التهديدات القادمة من الارتفاعات المنخفضة والتعرف إلى الصواريخ البالستية في مواقعها والكشف عن الأهداف حتى مدى الأفق وتتميز الرؤوس الحربية التي تطير خارج الغلاف الجوي.
 النظام البريطاني المدمج MESAR إن المفهوم المتطور لمفهوم نظام (ميسار) يؤكد على الطابع التكتيكي للرادار البحري الحديث وعلى تقنية عالية تستغني عن مجموعات الهوائيات ذات الحجم والوزن الكبيرين ، ولا يبقى إلا على عدد محدود جدا من هوائيات الاتصال البارزة  للعيان ، وهذا التطور يشكل حلقة أساسية في سلسلة محكمة التناسق ابتداءً باستخدام طلاء خاص لامتصاص الأشعة وانتهاء بحصر البصمة الرادارية ، ويرجع ذلك إلى قدرته على تغيير أسلوب العمل تلقائيا طبقا لخصائص التهديدات المعادية التي يقوم باكتشافها في وقت معين لأن بإمكانه أن يعيد برمجة نفسه لحظياً لتغيير نمط العمل وتغيير الشكل الموجي لمواجهة أعمال الإعاقة. 
النظام الراداريT/T النتائج المضمونةTMX / TMKu  وهو نظام راداري دقيق  يُمكن من تعقب الهواء ، والمياه السطحية والأهداف الأرضية الثابتة بدقة بالغة، فحجم الرادار كاملاً ينخفض إلى وحدة واحدة (الأمامية) والتي تقع خلف الهوائي، والتي تتميز بأحادية متسقة تماما للرادار النبضي ، وكذلك أجهزة استشعار بما في ذلك كاميرا الأشعة تحت الحمراء ، وكاميرا تلفزيون ليزريه ، ونظام لوازم البيانات المستهدفة للسيطرة على النيران. من خلال المحور الثالث بين المحورين الأفقي والعمودي ، و القادر على تعقب وكشف الأهداف المهاجمة بدقة ، وحتى في البحار  يقدم مكتب التقييم  الراداري TMKu وحدات تتبع يمكن ترقيتها إلى مستوى التكنولوجيا الجديدة بالاستعاضة عن التقنيات السابقة ، وبالتالي ضمان المزيد من سنوات الخدمة.
ويتميز نظام   TMX / TMKuبحركة عالية لتعقب الأهداف السريعة  ، ويتكون من جهاز بثلاثة محاور لتعقب الأهداف المهاجمة ذات السرعات العالية ، التي تتدرج في الالتقاط  وتتبع الهدف من خلال التكامل الكهربائي البصري الكامن  electro optical في تقنية أجهزة الاستشعار وتجهيز البيانات في وقت واحد.
نشطت شركة رايثيون في آسيا على مدى السنوات الأخيرة ، حيث أسست شراكات قوية مع عملائها في الحكومات في بعض من دول آسيا، ولها مكاتب في ستة بلدان آسيوية ، بالإضافة إلى إحدى كبريات الشركات الفرعية في أستراليا، وفي هذا العام  خبراء رايثيون يظهرون مجموعة من الحلول في المجالات المدنية والعسكرية ، وتشمل  المتكاملة الجوية وأنظمة الدفاع الصاروخية ، ونظم الحرب البحرية ، وأجهزة الاستشعار ، أمن الحدود والسواحل، وقد قدمت شركة رايثيون الأمريكية التي تعد الرائدة عالمياً في ابتكار تقنيات الاستشعار المتقدمة والأسلحة : المصفوفة النشطة ( المسح الإلكتروني) المتمثلة بالرادار (AESA) هو مجرد مثال واحد من طائفة من القدرات التي تقدمها الشركة التي تتوسع باستمرار.
تؤكد الشواهد الحالية على استمرارية الرادارات والحديث منها في فعالية استخداماتها على السفن  الحربية مع وجود متطلبات إضافة لاستخدام الرادار في المياه القريبة من الشواطئ أكثر من أعماق المحيط  والمياه البعيدة ، حيث تتزايد العوائق وتمنع الحصول على صورة أكثر وضوحاً خلال عمليات الكشف والاستطلاع وخاصة في مواجهة الصواريخ القريبة من السطح أو تلك التي يتم إطلاقها على ارتفاع منخفض تحت المقطع الراداري . 

منظومة الصواريخ سطح /جو
مثلت الصواريخ سطح/ جو اليوم الأساس الفعال في بناء حلقات الدفاع الجوي في سفن السطح ، وإذا أخذنا مخططات الدفاع الجوي الأمريكي كمثال فإننا نجد أنها كانت مكونة من 5حلقات أولها لتدمير الطائرات المعادية على مسافة 100ميل وارتفاعات100الف قدم والتي تنفذ بواسطة الطائرات (توم كات) والصواريخ (فونيكس ) AIM-54C وتحصل طائرات( توم كات) على بيانات الأهداف المعادية  من طائرات الإنذار المراقبة الجوية E2C التي تؤمن بيانات 24هدفاً حيث يمكنها أن تشتبك مع 6منها وتعتبر هذه الحلقة عملياً منقرضة  نتيجة لتأكل دور التوم كات وعدم تخصيص ما يحل محلها أما الحلقة الثانية والثالثة فقد اقتصرت حاليا على الدفاع الذاتي للسفن وهذا ما تتبناه معظم الدول اليوم التي تعتمد على الصواريخ ذات المدى المتوسط والقريب.   
يمكن أن تشكل صواريخ الطبقات الداخلية، تقنية دفاع فعالة على طبقات، باستخدام صاروخ (Mistral 2) من شركة (MBDA)، وان تعمل كتكملة لقدرة الدفاع الجوي القائمة على سفينة اكبر مثل حاملة الطائرات، وأن نظام (SIMBAD) هو قاذفة مزدوجة خفيفة الوزن مجهزة بصاروخين من نوع (Mistral 2) جاهزين للإطلاق، ولأنه يشغل يدوياً وسهل الاستعمال فقد صمم أساساً للدفاع المضاد جواً عن قوارب الدورية السريعة وسفن الدعم اللوجستي، هذا النظام قيد الخدمة في بحريات متعددة حول العالم.
 ـ نظام  (TETRAL)، فقد طور ليمنح دفاعاً جوياً مضاداً عن سفن تندرج من فئة قوارب الدورية السريعة وصولاً إلى الفرقاطات، وهو مركب على قاذفة ثابتة ويتم التحكم به من بعد عبرغرفة العمليات، ونظام (TETRAL) مجهز بأربعة صواريخ (Mistral 2) جاهزة للإطلاق، ويتمتع بقدرة أوتوماتيكية على الاشتباك، وان نظام (TETRAL) هو أحدث إضافة على هذه المجموعة من النظم السهلة التشغيل والتلقيم بسرعة ذات صيانة منخفضة والتي يمكن تكييفها على منصات مختلفة، والنظام هو قيد الخدمة على متن سفن الحراسة لزبائن التصدير، وقد اختار صاروخ (Mistral) في استعماله براً وبحراً وجواً ٤٠ قوة مسلحة في ٢٧ بلداً .
ـ نظام RIF-M  لدفاع الجوي القوات البحرية ,ويوفر هذا النظام الحماية من التهديدات على ارتفاعات من مستوى سطح البحر تصل إلى 90.000 قدم والتي تتراوح من 7 حتى 150 كم، واحد الصواريخ التي يستخدما النظام  RIF-M هي الصواريخ طراز (48H6E2) التي تعد الأفضل أو الأرجح لتستخدم في نظم الدفاع الصاروخي ،حيث تحمل وزن 180 كيلوجراما من الرؤوس المتفجرة ، ويستخدم النظام RIF-M خياراً آخر من الصواريخ وهي طراز(9M96E ) التي تشبه الصواريخ طراز(S-300PMU-2) المستخدم على الأرض ،هذه الصواريخ مداها التأثيري من2 الى40كم حيث وهي قادرة على تدمير الأهداف التي يصل مدى ارتفاعها فوق سطح البحر الى70.000قدم،  كما يعتبر الصاروخ ( ( 9M96E قوي  للغاية حيث يصل وزن الرأس المتفجر الى 24كجم، نظام   RIF-M قادرة على أطلاق 4صواريخ مرة واحدة وعلى عدة أهداف مشاركة والفاصل الزمني بين نموذجي إطلاق الصواريخ هو 2-4 ثانية.
الصاروخ سطح-جو بعيد المدى ERAM SM-6  تم تصميم هذا النوع من صواريخ سطح/ جو لمجابهة التهديدات الهجومية الجوية بعيدة المدى التي تشكل تهديداً على القطع البحري الحربية القابعة في الماء ، والذي تم تصميمه وتصنيعه في الولايات المتحدة الأمريكية  حيث دخل الخدمة الفعلية في العام 2004م ليشكل سلاحاً دفاعياً جديداً للأمدية البعيدة التي تهدد القوات البحرية وتبلغ سرعة هذا الصاروخ (4ماخ) بمدى يصل إلى 240كلم وارتفاع يصل إلى 33كلم .
ـ الصاروخ سطح-جو متوسط المدى RIM-162 ESSM المصمم دفاعياً ضد الهجمات الجوية ذات الارتفاعات المتوسطة المدى من الطائرات المقاتلة أو الصواريخ التي تهدد سفن السطح  وهو صاروخ أمريكي الصنع  دخل الخدمة الفعلية كنظام دفاعي في القوات البحرية في العام 2004م والذي تبلغ سرعته (4ماخ) والذي أثبت جدارة فعلية للأداء أثناء التجارب الأولية للنموذج المصنع .
ـ الصاروخ سطح-جو قصير المدى RIM-116 Rolling Airframe Missile(RAM)، وهو صاروخ دفاعي ضد الهجمات الجوية ( الطائرات والصواريخ ) من صنع الولايات المتحدة الأمريكية والذي دخل الخدمة في القوات البحرية كنظام دفاعي في العام 1989م والذي تبلغ سرعته Mach 2.0(2.0ماخ) مع مدى تأثيري يصل إلى 9 كلم بارتفاع يصل إلى 5.30 كلم.
ـ النظام الصاروخي الأمريكي الحديث SM-3  14مارس 2009 : البحرية الأمريكية ( الجوية وقيادة الدفاع الصاروخي) ، فيما يخص  جهودها المبذولة في تطوير ونشر الأنظمة المضادة للتهديدات الصاروخية ، أكملت تزويد 18 سفينة من النوعAEGIS بأنظمة الحماية المضادة للصواريخ، منها ست سفن المتمركزة في هاواي ، وخمس في اليابان ، وخمسة في سان دييغو (كاليفورنيا) واثنتان في نورفولك بولاية فيرجينيا، هذا وقد أكمل النظام الصاروخي الحديث SM-3 لسفن المدمرة نجحه في 16 من أصل 19 إختبار للاستخدام الفعلي للنظام في صد هجمات الطائرات بشكل جيد ،الأمر الذي تسبب في تحويل المزيد من موارد القوات البحرية لتجهيز السفن.
منظومة المدفعية م/ط
مثلت المدفعية البحرية أهمية بالغة من خلال تعدد المهام والأغراض حيث لا تزال محافظة على مكانتها الفعلية كونها  تمثل سلاح الأغراض العامة المفضل ، وتعتبر المدفعية م/ط  الحديثة نظام دفاعي ذاتي بحري قادر على الرد بفعالية قتالية فتاكة وقوة فائقة ، والذي يعتبر السلاح الرئيسي للزوارق الصغيرة والثانوي للسفن الحربية الكبيرة ، حيث يتميز بكثافة النيران العالية والتغطية الجيدة ، وفي الوقت الراهن تميزت تكنولوجيا المدافع م/ط البحرية بمميزات عالية من حيث خفة الوزن ودقة المناورة مع الأهداف الجوية بالإضافة إلى كثافة النيران العالية ونوعية الذخائر الحديثة المستخدمة وسنذكر في هذا الصدد نماذج مختارة للأسلحة الحديثة منها . 
ـ المدفع المتوسط العيار MK 2 بدأ إنتاج النوع المحسن من المدفع ام كي 2 عيار 57مم عام 1977م وذلك كسلاح متعدد الاستخدامات يمتاز بمعدل عالي من النيران التي توفر للسفن المقاتلة السطحية الأصغر حجماً قدرات قصف يمكن الاعتماد عليها ضد الأهداف الجوية والسطحية والساحلية ، ولكي تقوم بدمج هذه الوظائف في قاعدة مدفع مدمجة خفيفة الوزن ، قامت Befors بتصميم جديد أوتوماتيكي  بالكامل للتعامل مع الذخيرة ، كما قامت  أيضا بإدخال محركات مؤازرة جديدة في آلية تسديد المدفع لتحسين درجة التصويب ، وقامت بتطوير أنواع الذخائر مع الإبقاء على المدافع وتحسين الكتلة والمخزن الخاص بالمدفع نوع MK1 .
 ـ المدفع البحري عيار35مم (الألفية) 35 mm/1000 KDG Millennium GDM-008  (تحديث 22 أكتوبر 2008م)
تم تصنيع المدفع البحري عيار35مم (الألفية)  من قبل شركة Oerlikon Contraves الألمانية السويسرية ، والتي أصبحت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية المرخص لها من قبل أورليكن كونترافس للبيع وتصنيع أنظمة السلاح مع الاحتفاظ بكامل الحقوق القانونية لشركة أورليكن ، اسم المدفع (Oerlikon 35 mm/1000 KDG) ، الوصف (.  Millennium GDM-008الألفية الاستخدام الحالي (البحرية الملكية الدنمركية) ، تاريخ الصنع  1995م، تاريخ دخوله الخدمة  2003م .
كانت وما تزال مدفعية 35م/ط الموجهة أحد أقوى وأحدث أسلحة الدفاع الجوي العام التي تستخدم السبطانات وقد أثبتت هذا التجارب القتالية لعدة دول، ويعد المدفع35م/طMillennium GDM-008  مدفع البحرية السريع القادر على الاشتباك مع الأهداف الجوية السريعة وإصابة الأهداف بفعالية للغاية مع وجود احتمالات تدميرية كبيرة لهيكل الهدف ، يعمل سلاح المدفع على الغاز من خلال أربع غرف، هذه السبطانات مزودة بلفائف ثلاثية حول فوهة السبطانة لقياس السرعة الابتدائية للمقذوف ويستخدم صمام الضرب لقياس مدى المقذوف وكفاءة التدمير،حيث يستخدم نوعية خاصة من الذخائر الالكترونية الانشطارية المتفجرة (AHEAD) N/A ،حيث يصل مداها التدميري إلى 3.500 متر للأهداف الجوية ويصل مداها التدميري  إلى5.000 متر لأهداف سطحية ، وهو مناسباً بشكل مثالي لمواجهة التهديدات غير المتماثلة ،حيث يشارك بشكل فعال في صد الهجمات الجوية والبحرية والبرية ، يمكن تركيبة ودمجه مع أي نظم دفاعية جوية متطورة لسهولة ومرونة  النظم الالكترونية القائمة داخل طبقة النظام ، ويعد مدفع الألفية من أحدث ما توصلت إلية تكنولوجيا الأسلحة الدفاعية البحرية نظراً لما يحتويه النظام العام من تقنيات الكترونية دقيقة .
ـ المدفع البحري الخفيف عيار25مم (نظام  MLG25) صمم هذا النظام ليفي بمتطلبات القوات البحرية الدفاعية لحماية السفن ضد الأهداف السطحية والجوية والأهداف الساحلية ، وهو نظام تشغيل وسيطرة عن بعد من خلال مركز السيطرة المدفعي عن بعد والمجهز للتحكم بالضرب والسيطرة على تتبع الأهداف من خلال أجهزة التتبع والرؤية الليلية وأجهزة الاستشعار والتي تمكن من التعقب التلقائي أو التعقب بالتحكم اليدوي , و يتميز هذا نظام بديناميكية ودقة عالية في التحكم في إطلاق النيران باستخدام احدث الذخائر ذات الفعالية والتأثير ،كما يمكن أن تدمج أو تركب على جميع أنواع سفن السطح البحرية وفي أي مكان يمكن تركيبها عليه دون الحاجة إلى اختراق سطح السفينة.
ـ المدفع البحري الخفيف عيار27مم (نظام  MLG27) صمم هذا النظام  الألماني لحماية المقاتلين على سفن السطح الصغيرة وغيرها من الزوارق الصغيرة ، بل والتي يمكن أيضا أن تكون بمثابة التسلح الثانوي في وحدات أكبر وهو مدفع يتيح مشاركة فعالة في مجابهة الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والطائرات المروحية والزوارق السريعة والأهداف الساحلية الأرضية بسبب الكثافة والنسبة العالية من النيران،كما يعتبر هذا النظام مناسب أيضاً للدفاع ضد الهجمات الإرهابية التي تنطوي على حرفة عالية، ويمكن التحكم فيها عن بعد ، بالإضافة إلى  المميزات المتكاملة لتقديم نتائج كشف مضمونة من خلال أجهزة الاستشعار الموصلة ، و استخدام كاميرا التصوير الموصلة بشاشة تلفزيونية  باستخدام تقنية التصوير الحراري ، و مجموعة الكشف الليزرية ، بالإضافة إلى نظام التتبع الآلي واليدوي لتعقب الأهداف، ويسلح هذا المدفع بذخائر شديدة الاختراق (خارقة للدروع ) من نوع  FAPDS 27mm التي تحو ل الطاقة الحركية إلى آثار محرقة شديدة الانفجار مماثلة للذخائر المعروفة subcalibre.
ويمكن ربطه أو دمجه بسهولة مع الأنظمة القائمة بما في ذلك أجهزة المدافع الأخرى مما يتيح مشاركة فعالة في مجابهة الهجمات الجوية ،  وبسبب أنها خفيفة الوزن وصغيرة الحجم  يسمح هذا التصميم بدمجها مع جميع أنواع السفن من دون الحاجة لاختراق السطح .
ـ المدفع البحري الخفيف عيار30مم نظام (MLG 30 / ABM) والذي يعمل بالتحكم عن بعد والمصمم للرد على التهديدات غير المتناظرة مثل الدفاع عن النفس لنظام اليوم والغد ليتلاءم مع مختلف أنواع السفن الحربية وزوارق الدوريات ضد الأهداف الجوية الأهداف السطحية وأهداف الشاطئ ويتميز بدرجة عالية من الدقة والنظام يعمل من خلال مزيج من الديناميكية العالية بالإضافة إلى نظام الاستشعار التقني للرؤية الليلية ، بضمان سيطرة دقيقة على النيران تستخدم أحدث تكنولوجيا ذخائر التفجير الجوية (ABM) لتحقيق الفعالية المطلوبة، و المدفع البحري الخفيف عيار30مم اليوم يقوم بتحسين قدرة السفن بشكل كبير في التعامل مع متطلبات التسليح الأكثر تعقيداً من خلال التحكم عن بعد والتعاون مع نظم المراقبة والاستطلاع الآلية ، كما يسمح تصميمه بدمجه مع جميع أنواع السفن من دون الحاجة لاختراق السطح  بمرونة ،كما يتميز بانخفاض الوزن.

 قائمة المراجع
 المراجع الالكترونية من الانترنت

ـ مجلة الدفاع ؛ع146(2008)
ـ مجلة الدفاع الخليجي ؛ ع52(2000) ـ ع37(2004) ـ ع 75(2004)
ـ مجلة الجندي؛ ع378(2005) ـ ع393(2006)
ـ مجلة Janes IDR ؛  August 2008
ـ كتيب مجلة الدفاع ( المفهوم الاستراتيجي للقوة البحرية) اللواء /أشرف رفعت