الإمداد والتموين اللوجستي
المفاهيم والمهام
م/ماجد علي غالب عبيد

كانت وما تزال المتطلبات الأساسية لحياة الإنسان أهم مجالات الاهتمام على كافة الأصعدة المدنية منها والعسكرية ،فرضت نفسها كواقع ضروري يعتلي مستويات الصدارة والأهمية حيث شكلت الجانب الأساسي لاستمرار الحياة البشرية وتطورها والتي من شأنها أن تنهض بمستويات الحياة والعيش لتواكب حركة النمو والتطور الفكري والعلمي والتكنولوجي والعسكري على الصعيدين المحلي والعالمي .
في المجال العسكري عالمياً استخدمت كلمة اللوجستية كمعنى أو كمرادف لكلمة الإمداد والتموين العسكري وهي ككلمة جديدة نسبياً تستخدم لوصف ممارسة قديمة جداً تعنى بالعرض والحركة والحفاظ على القوة المسلحة على حدً سواء في زمن السلم والحرب، كان للتقدم التكنولوجي والعلمي وظهور ما تسمى بثورة المعلومات والاتصالات الأثر الملموس والفعال على كافة المجالات الحياتية وخاصة المجالات العسكرية والتي نجدها قد طرأت على الشكل العام للحروب الحديثة ونوعية عملياتها التنفيذية ،وعلى وجه الخصوص عمليات الإمداد والتموين العسكرية من حيث مستوياتها ونوعيتها وأساليب تقديمها وتدفقها ، حيث تقدر معظم الجيوش الإمدادات والتموينات اللوجستية في ظل الظروف التشغيلية حسب المدى ألتأثيري لدرجات الاستعداد والتأهب عموماً والمبنية على اعتبارات خطط تنفيذ القتال في مرحلة مبكرة ،والمبنية على أساس الكم والكفاية للأفراد والمعدات والسلاح حسب أرقام جدول التنظيم والإعداد ،وماذا سيكون لوتيرة العمليات اللوجستية بعد ذلك ليس فقط ما يخص توريد الإمداد والعتاد للجيش في أوقات الحرب بل يشمل أيضاً على قدرة البنية التحتية الوطنية وقاعدة الصناعات التحويلية في تجهيز ودعم وتزويد القوات المسلحة ، ونظام النقل الوطنية في نقل ومساندة ودعم القوات التي سيتم نشرها ،وقدرتها أيضاً على إمداد هذه القوات بعد نشرها .

 يحتوي هذا الموضوع على عرض موجز للمفاهيم  والمهام والعمليات الرئيسية للإمداد والتموين اللوجستي العسكري ، كمقالة تبين الدلالة الموضوعية للمفاهيم والمهام وفق طرق التمثيل المعرفي، المستنبطة من مجموعة من الدراسات والبحوث لبعض من الكتاب والباحثين الذين لهم الفضل الأول في تقديم هذا الجهد المتواضع خدمةً لمجالات البحث العلمي وسعياً نحو إفادة القارئ الكريم.

المفاهيم العامة للإمداد والتموين اللوجستي العسكري
توجد العديد من المفاهيم العامة للإمداد والتموين اللوجستي العسكري
¨      تعرف اللوجستية (Logistics بفَنُّ السَّوْقِيَّات هو فن وعلم إدارة تدفق البضائع والطاقة والمعلومات والموارد الأخرى كالمنتجات والخدمات وحتى البشر من منطقة الإنتاج إلى منطقة السوق ويقصد بها  في الإستراتيجية العسكرية نقل الأسلحة والمؤن للقوات المسلحة.
¨      الإمداد و التموين وهو علم تخطيط وتنفيذ وحركة وصيانة القوات، ويشمل التخطيط، التطوير، الطلب، التخزين، الحركة، التوزيع، الصيانة، الإخلاء، التخلص من الممتلكات.
¨      الإمداد والتموين اللوجستي العسكري :وهو أحد فنون الحرب التي تشمل تخطيط وتنفيذ عمليات إمداد وحدات القوات المسلحة بصنوفها بالاحتياجات الأساسية من التعيينات الغذائية والأسلحة والعتاد والذخائر والوقود والتجهيزات والمهمات وقطع التبديل، إضافة إلى سحب وإخلاء الأسلحة المعطلة وإصلاحهما، وتقديم العون الطبي في الميدان، وإخلاء الجرحى والمرضى ومعالجتهم، كما يُضاف إلى ذلك توفير مخزون احتياطي من كافة الاحتياجات اللوجستية المختلفة ونشرها، وإنشاء طرق المواصلات ومدارج الطائرات ومراسي السفن، وكل ما يتعلق بإسكان القوات وتمويلها وفق الخطط المرسومة سعياً نحو الحفاظ على الجاهزية القتالية لتواكب التطورات الميدانية في الموقف القتالي واتساع رقعة الأعمال القتالية لتشمل البعد الاستراتيجي بكل مستوياته.
¨      الإمدادات والتموينات اللوجستية العسكرية  تعرف بأنها مجموعة الموارد والاحتياجات والخدمات التي تقدم للقوات المسلحة  في السلم أو الحرب وفي الأماكن والأوقات المحددة ، من خلال تقدير نسبة الاحتياجات والتسهيلات في توفير واستلام وتخزين وتوزيع ودفع هذه المواد والخدمات في أقصى درجة من المرونة وخفة الحركة لما يخدم في تحقيق متطلبات العمليات القتالية لتحقيق النجاحات والنصر.
¨      يعرف الدعم اللوجستي للعمليات المشتركة في وزارة الدفاع الأمريكية بأنه نظام توفير الموارد من خلال تعبئة ونشر واستدامة هذه الموارد للقوات أثناء تنفيذ العمليات القتالية والعمليات العسكرية الأخرى من خلال نقل وتوريد وصيانة ورعاية القوات والمعدات وتنفيذ أكبر جهد ممكن للحفاظ على نسبة الإمداد والتموينات اللازمة والكافية للقوات المقاتلة.
¨      عرفت عمليات الإمداد والتموين العسكرية في الميادين القتالية بأنها التخطيط والتنفيذ الاستراتيجي لعمليات الاكتفاء اللوجستي من الإمدادات والتموينات للقوات المتحركة أثناء تنفيذها لمختلف العمليات العسكرية ، فالإمداد والتموين هو الطريقة التي يتم بموجبها إمداد القوات المسلحة بكل ما تحتاجه لاستمرار القتال أثناء الحرب ، لذا فإن الإمداد والتموين يؤثر على مجريات الحرب سلباً أو إيجاباً سواءً من الناحية القتالية أو من الناحية المعنوية في الأتساع  والاستمرار أو الفشل والتراجع.

أذاً فالإمداد والتموين اللوجستي العسكري عمليات تنفيذية تعنى بها شعبة أو إدارة أو وحدة الشؤون الإدارية التي تتبع الهيكل التنظيمي التكتيكي للمؤسسة العسكرية أو الاستراتيجي لوزارة الدفاع ، والتي تنفذ مجمل الخطوات المقننة من التخطيط والتنفيذ المنظم لإمداد القوات في قواعدها الثابتة أو تلك المرابطة  في مسارح العمليات القتالية بكافة المستلزمات التموينية وتنفيذ كافة الخدمات الميدانية وأعمال التنظيم والتطوير والشراء والتجهيز والتوزيع والإخلاء والصيانة وعمليات النقل والخدمات الصحية فهو نظام متكامل لنشاط شامل ومستمر يتم في كافة مجالات العمليات العسكرية في السلم أو الحرب يربط كلاً من عمليات النقل والتموين والتخزين والصيانة، وتوفير العتاد، وجعلها عملاً واحداً يضمن عدم حصول أي خلل في هذه المجالات، ويمهد الطريق لإنجاز المهام التشغيلية أو التكتيكية أو الإستراتيجية العسكرية.

المهام والعمليات الرئيسية للإمداد والتموين اللوجستي العسكري
اختلفت الآراء حول ترجمة مفهوم اللوجستية العسكرية لدى الباحثين والكتاب المتخصصين العرب فمنهم من ترجم معناها على أنه الإمداد والتموين ومنهم من ترجمها على أساس أنها الشؤون الإدارية لا ندري هل كل كاتب يعبر عن التقسيم الإداري لهيكل التنظيم المؤسسي العسكري في بلده أو من خلال دلالات التعريف  التي يرى أنها الصائبة  ولكن عند التعمق والفحص في دلالات التعريف وجدنا أن مفهوم الإمداد والتموين أشمل من الشؤون الإدارية وعليه وضعنا تقسيم مهام وعمليات الإمداد والتموين اللوجستي العسكري كالتالي:
 
الشؤون الإدارية والتموين
 تشرف الشؤون الإدارية والتموين كإدارة أو شعبة تتبع الهيكل الإداري ضمن أي مستوى على الخدمات المنظمة لعمليات الإمداد والتموين من خلال وضع الخطط الفعلية التي تبين خطوات العمل الأساسية ووضع ودراسة الميزانية العامة التي تحدد مسؤوليات توفير و إدارة وتسلم، وتخزين، وصرف جميع أصناف الإمدادات والتموينات المطلوبة للقوات ، ويتم إمداد وتموين كل وحدة بناءً على جدول يوضح مستحقاتها حسب الكم والعدد سواءً للأفراد أو المعدات من المستحقات الأساسية من الاحتياجات والتموين.
تقوم الشؤون الإدارية بتنفيذ مهام التخزين والصرف من خلال تنفيذها للخطة المقرة لإدارة الإمداد التموين والتي غالباً ما تكون  ثابتة بحيث تصدر توجيهات التخزين وأوامر الصرف إلى المخازن والتي غالبا ما تشكلها هناجر أو مستودعات ثابتة مخصصة لاحتواء وتخزين المواد وتقسم إلى المستودعات المركزية، والمستودعات الفرعية والمستودعات المتفرعة ، فالمستودعات المركزية التي تهتم بها وزارة الدفاع أو وحدات القوات المسلحة العامة والمعنية بتوزيع الإمدادات والتموينات إلى الوحدات أو الألوية القتالية التابعة لها ، والمستودعات الفرعية هي مستودعات الوحدات أو المحاور أو الألوية، المعنية بتوزيع الإمدادات والتموينات إلى الوحدات التابعة لها سواءً كانت معسكرات أو كتائب أو قواعد ، والمستودعات المتفرعة التي تهتم بتوزيع الإمدادات والتموينات على المواقع أو السرايا أو الفصائل التابعة لها ، يتم في جميع هذه المستودعات تُخزين الإمدادات والتموينات بأساليب علمية مدروسة تضمن الحفاظ عليها من كافة المؤثرات التي قد تتسبب في إعطابها أو إتلافها ، فتقسم هذه الهناجر أو المستودعات من الداخل إلى صفوف تسهل عمليات السحب والإعادة من خلال عمليات تصنيف وتوزيع تضمن الوصول إليها بكل سهولة ويسر، كما يجب ارتباطها بشكل مباشر مع  بعضها مع بعض في جميع الاتجاهات سواءً بالاتجاه الأفقي أو بالاتجاه التصاعدي.
 وفرت تقنيات الحواسيب الالكترونية في كلاً من الوقت والجهد المبذولين في إدارة تلك المستودعات وعلاقتها ببعض، فأصبحت مستويات التخزين والتكديس والطلبات تتم  آلياً  وأصبح النظام الآلي التمويني يرتبط ارتباطاً مباشراً مع أنظمة آلية أخرى، ليستقي منها معلوماته الضرورية في التخطيط، والطلب والصرف، كنظام القوى العاملة ونظام الشؤون المالية ونظام التسليح وغيرها ،ويمكن تقسيم المواد والمستلزمات التي تحتويها هناجر ومستودعات الشؤون الإدارية والتموين إلى الأتي :
- الإعاشة أو التعيينات :من المواد الغذائية اللازمة للأكل والشرب والتي يتم توزيعا حسب حجم القوة البشرية.
- المستلزمات الفردية : وهي ما يحتاجه الجنود من الملابس، والأفرشة والاحتياجات الشخصية مثل المنظفات بأنواعها والتي يتم توزيعا حسب حجم القوة البشرية.
- المحروقات أو الوقود: وهي المشتقات النفطية اللازمة بأنواعه مثل البنزين والديزل والزيوت والشحوم وغيرها والتي يتم توزيعا حسب معدل الاحتياج والاستهلاك بحسب نوعية المهام المنفذة والمسافة التي تقطعها المعدات.
- مستلزمات الإنشاء والبناء : مثل الأخشاب والحديد ومواد البناء والكهرباء ويتم توزيعها أو صرفها حسب توجيهات وأوامر خاصة.
- المواد الطبية: الأدوية والمستلزمات الإسعافية الطبية والتي يتم توزيعها أو صرفها حسب حجم القوات  ونوع المهمة وتكون بتقديرات طبية معينة ، بالإضافة إلى المستلزمات المساندة للبرامج غير العسكرية  التي قد يستخدمها الجيش مثل المعدات الزراعية وآلات الحفر وغيرها.
 - يوكل إلى الشؤون الإدارية تخزين بعض المستلزمات  الخاصة بالجانب الفني أو التسليح مثل قطع الغيار الجديد والتالف والتي تحتاجها المعدات لتبقى في مستوى من الجاهزية العالية يتم صرفها حسب التوجيهات من قبل الوحدة حسب الحالة الفنية أو حسب المهمة التنفيذية، و ذخائر الأسلحة والمتفجرات مثل القنابل والألغام  والصواريخ، والطلقات النارية والتي  يتم صرفها حسب نوع المهمة ونوع الأسلحة ومعدلات الاستهلاك المفروضة ،بالإضافة معدات التسليح الرئيسية مثل الدبابات  والمدافع  والعربات والمولدات والتي  يتم صرفها حسب طبيعة نظام خاص أو أوامر خاصة لموقف أو عملية معينة .
 الصيانة الفنية
خدمات أو مهام الصيانة الفنية تشكل مجموعة من الإجراءات الفنية المنظمة التي تتخذ للإبقاء أو الحفاظ على أعلى درجة من الجاهزية القتالية للأنظمة والمعدات العسكرية بحيث تبقى في حالة جيدة دائماً بالحفاظ على الموجود وتطوير وتحديث أدائه وقدراته و على المستوى العملياتي العام تنفذ معظم الجيوش اليوم مهام خدمات الصيانة الفنية في خمسة مستويات حسب التسلسل الإداري للهيكل التنظيمي  من الأسفل إلى الأعلى وهي كما يأتي:
- الصيانة الدورية المستمرة: وهي المهام التي يقوم بتنفيذها طاقم السلاح أو النظام يوكل إلى هذا الطاقم تفقد جاهزية السلاح من خلال صيانته من التأثيرات الطبيعية العارضة مثل الرطوبة والأتربة والحرارة وغيرها كما قد يظم تشكيلة الطاقم الأساسية مهندسين متخصصين فنياً للقيام بمهام الصيانة .
- الصيانة على المستوى التشغيلية (الوحدة القتالية الفرعية): وهي المهام الملقاة على عاتق المهندسين أو طاقم الصيانة في المعسكر أو الكتيبة والتي غالباً ما تكون قدراتهم محدودة  حيث يقومون بالصيانة الوقائية للمعدات وفق خطة مجدولة ولما يفرضه الموقف الفني الطارئ .
- صيانة الإسناد التكتيكي (الوحدة القتالية الرئيسية): تتم صيانة الإسناد التكتيكي على مستوى اللواء أو الفرقة القتالية التابعة لقوة معينة من القوات المسلحة والتي تقدمها أدارة أو شعبة الصيانة والتي تملك قدرات فنية وعملية أعلى من قدرات الصيانة التشغيلية، حيث ترسل الوحدات الفرعية المعدات إلى ورشة الصيانة في اللواء وإعادتها بعد تجهيزها ،وقد يرسل أو يأتي طاقم الصيانة إليها ويتميز هذا الطاقم بالتلبية العاجلة لأي نداء طارئ في أسرع وقت ممكن.
- صيانة الإسناد الإستراتيجي العام ( المؤسسة العسكرية العامة): يتم تنفيذ هذا المستوى من قبل شعبة الهندسة التابعة للقوة العسكرية كالقوات الجوية والدفاع الجوي أو دائرة الهندسة العسكرية العامة التابعة لوزارة الدفاع والتي تقدم خدمات صيانة أعلى من المستويات السابقة من خلال الإسناد المباشر بواسطة الإمكانيات العالية والموارد المتعددة .
- الصيانة الفنية المصنعية (المركزية): يتم تنفيذ هذا النوع من الصيانة من قبل الشركات المصنعة للمعدات العسكرية التي يمتلكها الجيش. ويهتم هذا المستوى بإعادة المعدات أو الآليات إلى العمل ووضعها في المخزون الإستراتيجي إذا كانت صالحة للاستعمال وبإمكان هذا المستوى تقديم الإسناد لمستوى الإسناد التكتيكي والإسناد الاستراتيجي .

النقل والتوصيل
بقصد بعمليات النقل والتوصيل اللوجستية بمجموعة المهام المعنية بالنقل والتوصيل في وحدات القوات المسلحة والتي تستهدف نقل الأفراد والمؤن والعتاد من موقع معين إلى موقع آخر محدد وفق النظام المعد في السلم أو الخطة المقرة في الحرب بواسطة الأنظمة أو الوسائل المنفذة براً ، بحراً ، جواً  وتعتبر عمليات النقل والتوصيل كما يصفها الخبراء العسكريون بأنها العنصر الرئيسي لنجاح مهام العمليات اللوجستية على كافة الأصعدة والمستويات العملياتية .
تختلف وسائل النقل باختلاف المهمة التنفيذية والبيئة الجغرافية التي تنفذ عليها والتي غالباً ما يشكل ضمن الهيكل التنظيمي للوحدات القتالية فرع أو تشكيلة تختص بالنقل والتوصيل سواءً كانت على مستوى الكتيبة أو اللواء أو القوة بشكل عام باختلاف طبيعة النقل  .
تنقسم عمليات النقل والتوصيل العسكرية إلى:
1- عمليات النقل الجوية:
أثبتت معظم عمليات القتال الحديثة أن عمليات النقل الجوي تمتلك من الأهمية الكثير إذا ما قورنت بعمليات النقل الأخرى لما توفره من امتيازات تنعكس إيجاباً في إنجاح العمليات القتالية ، تشكل طائرات النقل العسكرية أحدى أهم عناصر القوة الجوية ، فهي على الصعيد اللوجستي توفر أهم عنصر وهو السرعة في إيصال الإمدادات اللوجستية في الوقت والمكان المناسبين ، مع توفر سعة تحميل كبيرة للإمدادات وتعد طائرة النقل الأمريكية (C5) مثال على ذلك ، كما تتميز عمليات النقل الجوي اللوجستي في مد القوات المحاصرة وفي حالة عدم توفر خطوط إمداد أرضية من خلال إسقاط مضلات دعم لوجستي تحمل الإمدادات والذخائر للقوات المحاصرة، ولكن  قد تواجهها بعض من المعوقات والصعوبات مثل تدمير مدارج الهبوط  الذي يحيل دون هبوطها ، كما شكلت الطائرات المروحية (الهيلوكبتر ) دور فعال في عمليات النقل الجوي حيث استخدمت المروحيات الكبيرة في رفع وإنزال المعدات العسكرية ومساندة عمليات الصيانة الفنية وعمليات الإخلاء  والعمليات الطبية في نقل الجرحى والمصابين .
2-     عمليات النقل البرية:
العمليات اللوجستية التي تنفذ براً من خلال استخدام الوسائل والمعدات الخاصة تهدف الى تحقيق مجموعة الأهداف الرئيسية لتنفيذ العمليات أبتداءً من مد وتوفير خطوط  سير الإمدادات الآمنة والسريعة التي تضمن وصولها الى مسرح العمليات القتالية ، تستخدم عمليات النقل البرية العديد من الوسائل المختلفة تم تصميمها على أساس طبيعة الحمولات من حيث الكم والحجم والنوع وطبيعة السير على مختلف الطرق وطبيعة العمليات التنفيذية ،مع ظهور التقنيات الحديثة التي أدخلت في وسائل النقل المعنية بالتفريغ والشحن المعروفة على الصعيد المدني استخدمت هذه التقنيات مع وسائل النقل اللوجستي العسكري مع مراعاة الخصوصية التي فرضتها طبيعة المهام القتالية الحديثة من حيث الاتصالات والاستخبارات والحماية وطبيعة الأرض الذي تنفذ عليها ، فهناك قطارات السكك الحديدية العسكرية التي تحمل كميات كبيرة من الإمدادات والتموينات في مقطورات الشحن المسحوبة،والشاحنات الكبيرة التي تسحب مقطورة تتسع لكميات كبيرة من الإمدادات والتي روعي عند تصميمها مرونة وسهولة عمليات التفريغ والشحن وكذلك الشاحنات المتوسطة التي تحمل الحاويات لنقل الذخائر أو خزانات الوقود ،والعربات المدولبة المتوسطة لنقل المهمات والتعيينات و المدولبة الصغيرة التي يمكنها التلاؤم مع الخطوط الوعرة الجبلية والصحراوية وهناك عربات النقل المدولبة كاملة الدفع المصفحة وعربات النقل المجنزرة وغيرها، فكل نوع يستخدم لحمل ونقل نوع معين سواء كانت أومهمة معينة .
  3- عمليات النقل البحرية:
في عمليات الحرب الحديثة تتطلب عمليات النقل البحرية وجود بنية تحتية فعلية للموانئ التي تمتد على شواطئ البحار من خلال توفير المراسي الواسعة والممتدة التي تتناسب مع استقبال وإبحار السفن والتي تتعامل مع كافة عمليات النقل من تفريغ وشحن الإمدادات والتموينات على ان يتوفر لها الحماية الكاملة من البر والجو مع توفير مناطق بديلة ، كذلك وجود الوسائل المناسبة للنقل من السفن والطرادات ووسائل حمايتها على امتداد خطوط الإمداد البحري،
فرضت طبيعة استخدام الموانئ التعاون الوثيق في مجال نقل الإمدادات  بين الجهات العاملة على الموانئ حيث تستعين القوات العسكرية بالجهات المدنية التي تمتلك سفن الشحن العملاقة التي تستخدم لنقل حاويات البضائع في نقل المعدات العسكرية ذات الأحجام الكبيرة والذخائر والمؤن وقطع والغيار وغيرها إلى القوات المقاتلة بعيداً
 مهام أخرى
ـ الخدمات الطبية : تعنى الشؤون الإدارية بالمهام المتعلقة بجوانب تخزين وتوفير مستلزمات السلامة الطبية للقوات ، ووسائط تقديم العون الطبي ميدانياً، وإجلاء الجرحى والمصابين وشؤون حفظ الصحة العامة، وإدارة المستشفيات المتنقلة في الميدان والثابتة في القواعد.
الهندسة المدنية: هذا الفرع مهم جداً في الحفاظ على سير العمليات العسكرية، فهو يُجهز البنية التحتية للعمليات، وإصلاح وصيانة الطرق والمنشآت.
م
المبادئ الأساسية لخدمات الإمداد والتموين اللوجستية
1
البساطة (تجنب تعقيد)
من خلال توحيد الأوامر والإجراءات المختلفة وتحديد الأولويات لتخصيص اللوازم والخدمات الأساسية من قبل وحدة عمليات الدعم اللوجستي المعتمدة.   
2
المرونــــــــــة
هي القدرة على التكيف مع الأحداث والمتغيرات في مجريات العمليات التي تتضمن  الترقب والتخطيط البديل والتنفيذ الاحتياطي لدعم الخدمات اللوجستية على مراحل ، والتحكم المركزي على العمليات الميدانية.  
3
الاقتصــــــــاد
هو توفير الدعم بأقل تكلفة، عند تحديد الأولويات وتخصيص الموارد ، بحيث يجذب على القائد أن يبقى على اطلاع ومتابعة  باستمرار على كافة الجوانب المتعلقة بالتوفير الاقتصادي.
4
الإحـــــــــراز
هو القدرة على توفير الحد الأدنى من المستلزمات الأساسية والخدمات اللازمة لبدء العمليات القتالية، ينبغي ان تبدأ العمليات والمستويات الأساسية الدنيا من الدعم في متناول اليد.

5
الاستدامــــة 
هي القدرة على الحفاظ على الدعم اللوجستي لجميع المستخدمين في جميع أنحاء المسرح القتالي على طول مدة العملية، الدعم طويل الأجل هو التحدي اللوجستي الأكبر.


مستويات عمليات الإمداد والدعم اللوجستي العسكري
تناولت الموسوعة العسكرية المشتركة في موضوعاتها مستويات عمليات الإمداد والتموين الحربية حيث عرفتها بأنها وجهات النظر التي توضح الأهداف والعلاقة بين الإجراءات المتخذة في  المستويات العملياتية الثلاثة الإستراتيجية و التشغيلية و التكتيكية التي تنطبق على العمليات القتالية أو غيرها من العمليات العسكرية الأخرى بشكلها العام.
 منح التقدم التكنولوجي في نظم المعلومات والاتصالات سهولة تنفيذ عمليات الإمداد والتموين والنقل على المستويات اللوجستية الثلاثة الإستراتيجية والتشغيلية والتكتيكية في زمني السلم والحرب و تتميز كل واحدة عن الأخرى من حيث تنفذ العمليات في :
أ‌-        تنفذ عمليات الإمداد والتموين اللوجستية الإستراتيجية على الصعيدين الوطني والدولي فهي تعد المفهوم التنفيذي الشامل لمجمل العمليات ابتداءً من تحديد الاحتياجات الأساسية إلى اختيار نوعية العتاد والموارد وتوزيعها على القوات التنفيذية، وتتضمن اللوجستية الإستراتيجية الدراسة والتخطيط لنشر الإمدادات والتموينات على القوات والمعدات في مسارح العمليات.
ب‌-      تنفذ عمليات الإمداد والتموين التشغيلية على صعيد الإعداد التنفيذي داخل الوحدات العملياتية القتالية باستقبال الإمدادات والتموينات وتخزينها ثم توزيعها كما تتحمل أيضاً مسئولية وسائل وأنظمة وعمليات النقل إلى مسرح العمليات وتجهيز وتوفير وصيانة هذه المعدات .
ج‌-      تنفذ عمليات الإمداد والتموين التكتيكية على الصعيد العملياتي التنفيذي أثناء القتال أو الحرب على مسرح العمليات القتالية من قبل وحدات النقل والإمداد التكتيكية والتي غالباً ما تكون ضمن تشكيلة الوحدات القتالية التكتيكية المشاركة في العمليات المباشرة لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات اللوجستية اللازمة وقد تكون وحدات منفصلة تعنى بمهام تقديم الدعم اللوجستي ويبقى الغرض والهدف الرئيسي من العمليات التكتيكية هو تمكين الوحدات المقاتلة من تنفيذ العمليات العسكرية بشكل متواصل.



المراجع:
1-     مجلة ARMY LOGISTICIAN .ـــ العدد نوفمبرـ ديسمبر 2005م.
2-     الـتمـوين ( اللوجستي ) للـقـوات خــلال الـعملـيـات الحربيـة  .ــ العميد الركن/ إبراهيم إسماعيل كاخيا .
3-     الإمداد والتموين في القوات البرية .ــ الرائد/ ناصر بن حماد بن عبيدان السبيعي .
4-     الحرب الحديثة وأثرها في عمليات الإمداد والتموين .ــ العميد / محمد محمود نصيري .
5-     ويكيبيديا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق